أنا أم لابن في الثانية عشرة من عمره، يدرس في الصف الأول المتوسط، منذ فترة، بدأت ألاحظ تغيرات كبيرة في سلوك ابني. أصبح عصبيًا وعنيدًا، لا يبالي بشيء، ولا يسمع الكلام، مهمل لدراسته، في المدرسة، تكثر الشكاوى منه؛ ينام في الحصص، يتشاجر مع زملائه، وحتى في المنزل يضرب أخواته لأتفه الأسباب.

كنت أشعر بالعجز كلما حاولت التفاهم معه. صراخي لم يأتِ بنتيجة، بل كان يزيد من عناده. وبعد كل مشادة، يأتي ليعتذر، يريد مني أن أقبل اعتذاره فورًا وإلا ثار مرة أخرى. كانت هذه الدائرة المفرغة تفقدني الأمل.

قررت أن أطلب المساعدة، بحثت عن مصادر دعم مختلفة واهتديت لجمعية المودة الأسرية، اتصلت ببرنامج الإرشاد الإلكتروني. نصحوني بالدعاء له، والتقرب منه لمعرفة ما يمر به. بدأت أفكر أن هذه التغيرات ربما تعود لبدايات سن المراهقة، أو ربما يعاني من مشكلة ما في المدرسة، مثل التنمر.

حاولت الحوار معه بصدق وهدوء. في البداية، كان من الصعب أن أجعله يتحدث، لكن مع الوقت والصبر، بدأ يفتح قلبه لي. اكتشفت أنه يعاني من ضغوطات في المدرسة، يشعر بأنه غير مفهوم، وأنه يتعرض لبعض المضايقات من زملائه.

بناءً على نصائح المرشد، قررت وضع قواعد أساسية في المنزل، ووثيقة للأسرة. جلسنا جميعًا، أنا ووالده وأطفالي، وناقشنا أفضل القواعد لضبط النظام في المنزل. كل فرد اقترح قواعده، وتم وضع الدستور العائلي، والذي علقناه في مكان واضح.

تضمن الدستور قواعد مثل عدم رفع الصوت، عدم الضرب، ومذاكرة الدروس بانتظام. كلما خالف ابني إحدى هذه القواعد، كنت أذكره بقراءة الدستور. هذه الحيلة ساعدت كثيرًا في تغيير سلوكه.

بالإضافة إلى ذلك، شجعت ابني على ممارسة أنشطة رياضية وهوايات حركية لتفريغ طاقته. بدأ والده يقضي معه وقتًا أطول في ممارسة هذه الأنشطة، مما عزز العلاقة بينهما وجعله يشعر بالأمان والدعم.

لاحظت تدريجيًا تحسنًا في سلوك ابني. أصبح أكثر هدوءًا، وأكثر التزامًا بقواعد المنزل والمدرسة. لم يكن التغيير سريعًا، لكن نتائج الصبر والثبات إيجابية في النهاية.

اليوم، أشعر بالفخر بأن ابني تجاوز هذه المرحلة الصعبة. تعلمت من هذه التجربة أن الحب والصبر والحوار المفتوح يمكن أن يصنعوا فرقًا كبيرًا في حياة الأطفال. والأهم، أن لا نفقد الأمل أبدًا.

التعليقات