#حكايا_المودة : تأثير الانفعال في تربية الأطفال

في إحدى الأحياء الهادئة، كانت تعيش أم تدعى سارة مع زوجها وأطفالها الثلاثة، بنت وولدين، تبلغ أكبرهم ثلاث سنوات ونصف. كانت حياتهم اليومية مليئة بالضجيج واللعب، مما جعل سارة تشعر بالتعب والإرهاق نتيجة التعامل مع تصرفات أطفالها الصغار.

بدأت تلاحظ أن أسلوبها في التعامل مع الأطفال يتسم بالصراخ والعصبية، حيث كانت تجد نفسها تصرخ على أطفالها في محاولة للسيطرة على حركتهم الكثيرة والعناد الذي بدأت تظهره ابنتها الكبرى، كانت تشعر بالذنب والقلق عندما ترى أطفالها يتعاملون مع بعضهم بالصراخ والضرب، وتعلم في قرارة نفسها أن أسلوبها هو السبب وراء ذلك.

في إحدى الليالي، وبعد يوم طويل من الصراخ والتوتر، جلست سارة وحدها في غرفة المعيشة وهي تشعر بالضيق الشديد، فتحت جهازها المحمول وقررت البحث عن حل لمشكلتها، ووجدت نفسها تتصفح موقع جمعية المودة للتنمية الأسرية، حيث قرأت عن برنامج الاستشارات الإلكترونية.

لم تتردد سارة في كتابة استشارتها، وشرحت فيها مشكلتها بالتفصيل، تلقت ردًا سريعًا من أحد المستشارين الذين قدموا لها نصائح قيمة حول كيفية التعامل مع غضبها وتوجيهه بطرق إيجابية، أخبرها المستشار أن الغضب شعور طبيعي، لكن المهم هو كيفية التعبير عنه والسيطرة عليه.

قدم المستشار نصائح عملية مثل ممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم، والتخطيط للمحادثات الصعبة، وتعلم طرق التنفس العميق للاسترخاء. كما نصحها بتخصيص وقت خاص لنفسها وأطفالها، وقضاء وقت ممتع معهم.

بمرور الوقت، بدأت سارة بتطبيق هذه النصائح في حياتها اليومية، و وجدت أن ممارسة الرياضة تساعدها في تفريغ التوتر، وأن التخطيط للمحادثات الصعبة يقلل من انفجارها عند الغضب، بدأت أيضًا بتخصيص وقت للاستمتاع مع أطفالها، سواء من خلال قراءة القصص لهم أو مشاهدة ألبوم صور الأسرة واسترجاع الذكريات السعيدة.

لاحظت سارة تدريجياً تحسنًا في علاقتها مع أطفالها. بدأوا يشعرون بالأمان والسعادة، وأصبحوا يتصرفون بشكل أكثر هدوءًا وتعاونًا، أدركت حينها أن التغيير الحقيقي يبدأ من داخلها، وأنها بقدرتها على التحكم في غضبها وتوفير بيئة محبة وداعمة، يمكنها أن تبني أسرة سعيدة ومستقرة.

التعليقات