مراد رجل يعيش في السعودية منذ سنوات عديدة، دائمًا ما كان يشعر بالغربة ولكن كان يواسي نفسه بحب والدته الموجودة في مصر. لطالما كانت والدته نور عينيه، إلا أن مشكلة قديمة كانت تؤرقه وتجعل الحياة أكثر تعقيدًا.

بدأت المشكلة منذ سنوات طويلة عندما بدأت شقيقته تثير القلاقل بينه وبين والدته. كلما حاولت زوجته التقرب من والدته، كانت شقيقته تُوهم والدته بأنهما يريدان مالها، رغم أن مراد لم يكن يسعى سوى لرضا والدته.

كلما اتصل مراد بوالدته في أوقات غياب شقيقته، كانت والدته تعامل زوجته بلطف وود. ولكن عند وجود شقيقته، كان قلب والدته ينقلب عليه ويصبح الحال كما لو كان جدارًا من العداء قد بُني بينهما. ظل مراد يعاني من هذا الوضع لأكثر من 13 عامًا، متسائلاً: كيف يمكنه حل هذه المشكلة دون أن يزيد من التوتر؟

توجه إلى جمعية المودة للتنمية الأسرية، أملاً في العثور على حل لمشكلته. تلقى نصيحة بأن مثل هذه المشكلات التي تمتد لفترات طويلة لا يمكن حلها بين عشية وضحاها، وأن عليه التحلي بالصبر والتدريج في الحلول.

كما تلقى نصائح عديدة وتوجيهات أسرية من مختصين ذو خبرة في علاج النزاعات الأسرية. وأوصى المختص المشرف على مشكلته بتكوين علاقة إيجابية مع شقيقته، وإرسال الهدايا لتقريب القلوب. كما نصحه بالتواصل المستمر مع والدته، بغض النظر عن غضبها أو رضاها. علاوة على ذلك، ذكره بضرورة تقدير التضحيات التي قامت بها والدته، والعمل على المبادرة بإظهار الحب والاهتمام بها دون انتظار طلبها.

تأمل مراد في النصائح التي تلقاها، وبدأ بتنفيذها بحب وصبر. بمرور الوقت، لاحظ تغيرًا تدريجيًا في علاقة والدته به وبزوجته. لم يكن الطريق سهلاً، ولكن إصراره على تحسين العلاقة ونشر الحب والسلام في أسرته كان المفتاح لتحقيق التغيير الإيجابي.

التعليقات