#حكايا_المودة : قصة تأثير كبير العائلة على استقرار الاسرة

كان صباح يوم الجمعة، والشمس بدأت في البزوغ فوق الحي الهادئ، حينما كانت أم مريم تجلس في زاوية غرفة المعيشة، تتابع الأخبار بقلق متزايد. مضت أربعة أشهر فقط منذ أن تزوجت ابنتها، مريم، من رجل ظنت أنه سيكون لها شريكًا وداعمًا في الحياة. لكن ما حدث بعد ذلك كان كابوسًا لم تتوقعه أبدًا.

بدأت المشاكل عندما اكتشفت الأم أن زوج مريم يجبرها على الاختلاط بأشقائه والخروج معهم بمفردها، وعلمها على شرب الدخان والمعسل، ويطلب منها أن تكشف وجهها أثناء خروجهم بالسيارة. كان هذا سلوكًا غير مقبول بالنسبة لأم مريم، التي نشأت ابنتها على القيم والتقاليد التي تحترم الحشمة والاحتشام.

زاد الطين بلة عندما اتهم الزوج مريم بأنها على علاقة هاتفية بابن عمه، مما أدى إلى خلاف كبير بينهما. في نهاية المطاف، أعادها إلى بيت والدتها، مهددًا بالطلاق. تحدثت الأم معه محاولًة فهم نواياه، لكنه كان مترددًا ومبهمًا، قائلاً: "لا أدري، سأفكر وأرد لك خبرًا بعد يومين." مر أسبوع ولم يتصل، مما جعل الأم في حالة من القلق والحيرة الشديدة.

جلست الأم تفكر في مستقبل ابنتها، هل يجب عليها أن تطلب الطلاق لسوء أخلاقه وإفساده لأخلاق مريم، أم تحاول الإصلاح بينهما؟ كانت ابنتها في حالة نفسية منهارة، تريد العودة إليه رغم كل شيء. كانت الأم تشعر أن الحيرة تكاد تقتلها، فقد كان القرار صعبًا بين حماية ابنتها والحفاظ على زواجها.

قررت الأم اللجوء إلى جمعية المودة للتنمية الأسرية للحصول على مشورة. استمعت إلى النصائح من المستشارين الذين أكدوا أن مثل هذه المشاكل لا تُحل بين عشية وضحاها وأنه يجب التحلي بالصبر والتدرج في الحلول. نصحوها بتكوين علاقة إيجابية مع الزوج والتحدث معه بهدوء لمحاولة الوصول إلى حل يرضي الجميع.

تذكرت الأم أن الحب الحقيقي لابنتها يعني أيضًا أن تحميها من أي أذى. قررت أن تتحدث مع الزوج مرة أخرى، ولكن هذه المرة بروح التصالح والتفاهم. دعت الزوج إلى بيتها وجلست معه بهدوء، محاولة شرح وجهة نظرها وأهمية الحفاظ على مريم في بيئة صحية ومحترمة.

في تلك الجلسة، توصلوا إلى اتفاق: سيعطي الزوج مريم الفرصة للعودة بشرط أن يلتزم بعدم إجبارها على أي شيء يخالف قيمها ومبادئها، وأن يتوقف عن الاتهامات الباطلة. وافق الزوج على هذه الشروط بشرط أن يحاولوا معًا بناء الثقة من جديد.

عاد الزوج وأم مريم إلى البيت، وعاد الأمل إلى قلب مريم. بمرور الوقت، بدأت العلاقة تتحسن تدريجيًا، حيث تعلم الزوج احترام حدود زوجته وتقدير مشاعرها. كانت الأم دائمًا حاضرة بدعمها ومشورتها، ولم تتوانَ عن التأكيد على أهمية التفاهم والحب في أي علاقة زوجية.

في نهاية المطاف، أدرك الجميع أن الحب الحقيقي يتطلب صبرًا وجهدًا من كلا الطرفين، وأن الدعم العائلي يمكن أن يكون عنصرًا حاسمًا في تجاوز الصعاب. عاشوا جميعًا في وئام وسعادة، مدركين أن الطريق لم يكن سهلًا، ولكنه كان يستحق كل التضحيات.

التعليقات