#حكايا_المودة: قصة أم في مواجهة الصدمة

"حماية البراءة: قصة أم في مواجهة الصدمة"

في إحدى المدن الهادئة، كانت هناك أسرة محبة تتألف من أب وأم وطفلهما الصغير، محمد، الذي لم يتجاوز الخمس سنوات. محمد كان طفلاً بريئاً ومفعماً بالحيوية، يحب اللعب بألعابه الإلكترونية ومشاركة وقته مع أفراد عائلته.

في إحدى الإجازات، توجهت العائلة لزيارة أقاربهم، حيث التقى محمد بخاله الشاب، الذي كان طالباً في المرحلة الثانوية، بدا الخال لطيفاً وهادئاً، وكان يعامل محمد بحب ومودة، بل ويمضي معه ساعات طويلة في اللعب وإعطائه الهدايا والألعاب الإلكترونية.

في إحدى الأمسيات، قررت والدة محمد أن تتحدث معه عن موضوع حساس، أرادت أن تعلمه كيف يحمي نفسه ويفهم حدوده الشخصية، جلست معه بلطف وبدأت تسأله عما يعرفه عن جسده ومن يُسمح له بلمسه، كان الحديث لطيفاً وهادئاً، وبدأ محمد يتحدث عن تجاربه بحماس، لكنه فجأة اعترف بشيء غريب.

قال محمد لأمه بصوت خافت: "ماما، خالي يلمسني أحياناً في أماكن لا أحبها، ويقبلني على شفتي، ثم يعطيني الهاتف أو لعبة بلايستيشن حتى أسمح له بذلك." كانت الأم مصدومة وقلقة، لكنها تمالكت نفسها واستمرت في الحديث معه برفق، محاولة فهم المزيد عما حدث.

تبين أن هذا السلوك قد تكرر عدة مرات، لكن في الفترة الأخيرة قلَّ حدوثه، شعرت الأم بحزن عميق لأن طفلها قد تعرض لمثل هذه التجربة المؤلمة، التي لا يجب أن يمر بها أي طفل في هذا العمر، كانت مصدومة أيضاً لأن هذا السلوك جاء من شقيقها الذي كانت تبدو عليه علامات التدين والتعقل.

قررت الأم بحزم أنها لن تتجاهل هذا الأمر، لكنها أيضاً لم ترغب في إلحاق ضرر نفسي بشقيقها، أرادت أن تحمي طفلها وفي نفس الوقت تعالج الموقف بحكمة، لذلك، قررت أن تتحدث مع شقيقها بصراحة ووضوح، وتطلب منه وقف هذا السلوك فوراً.

قامت الأم بتوعية ابنها محمد أكثر عن الحدود الشخصية وحقوقه، علمته كيف يرفض أي تصرف غير لائق وكيف يخبر والديه فوراً إذا شعر بأي شيء غير مريح. أكدت له أنه شجاع وصادق في حديثه، وأنه لم يرتكب أي خطأ.

بمرور الوقت، استمر محمد في التعافي والنمو بثقة، بفضل دعم والدته وحرصها على توفير بيئة آمنة له. ومع ذلك، لم تنس الأم دورها في حماية طفلها، فكانت أكثر حرصاً في اختيار الأشخاص الذين يقضي معهم محمد وقته، وتأكدت من عدم تركه وحيداً مع أي شخص يمكن أن يشكل خطراً عليه.

وهكذا، استطاعت الأم بحكمتها وشجاعتها أن تحمي طفلها وتحافظ على سلامته النفسية والجسدية، وبدأت صفحة جديدة في حياتهم، مفعمة بالحب والرعاية والأمان.

التعليقات